بعد إفلاس بنك "سيلكون فالي" ليس كل ما يتمناه "الدولار" يدركه

بنك سيلكون فالي
بنك سيلكون فالي

 

 

أثار إعلان إفلاس بنكي سيلكون فالي، و signature، الذعر بين المودعين، ليس داخل الولايات المتحدة فحسب بل بالعالم ، الأمر الذي هز الثقة في النظام المصرفي الأمريكي، وانعكس علي أداء البنوك الإقليمية التي شهدت تراجعا في أسعار أسهمها أمس الاثنين، لاسيما البنوك المتوسطة الحجم، ما دفع الرئيس بايدن إلي طمأنة الجمهور و الأسواق المالية العالمية ، بالتصريح عن أن النظام المصرفي الأمريكي قوي ولم يهتز .

 

البنوك متوسطة الحجم

ويحتل بنك سيلكون فالي المرتبة 16 في تصنيف البنوك الكبري من أصل 2124 بنكا، برأس مال يتجاوز 200 مليار دولار إذ يعتبر من البنوك متوسطة الحجم ، والتي تحقق أرباحا لاسيما في مجال التكنولوجيا ويلبي احتياجات الشركات الناشئة، ولكن ما يثير التساؤلات ما سبب الانهيار السريع للبنك.

 

حيث يرجع خبراء أن تسارع كبار المودعين إلي سحب أموالهم مع مطالبة الشركات الناشئة بودائعها أدي إلي الانهيار السريع للبنك.

 

وما أثار تخوفات أن حجم أصول البنوك الأمريكية الذي يصل إلي نحو 22 تريليون دولار، ومقتربا من الناتج المحلي للبلاد المقدر ب 23 تريليون دولار ، أن أي انهيار في النظام المصرفي سيؤثر بالسلب ليس علي السوق المحلي فحسب بل علي الأسواق المالية العالمية ، ما ينذر بأزمة أكبر من كارثة 2008.

 

البنك الفيدرالي ورفع الفائدة

 

وما يزيد الأمور سوءًا، مواصلة البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة والتي أثرت بدورها علي العملات المحلية ، ما دفع الدول إلي اللجوء إلي العملات المحلية في التعاملات التجارية بينهم، لخلق تنوع في تداول العملات، ومنع نزيف انخفاض قيمة عملاتها.

 

ويقول الدكتور أحمد ياسين المحلل الإقتصادي من لندن، أن الهزات العنيفة التي يتعرض لها الدولار تسببت بها الأزمة الأوكرانية الروسية، والعقوبات المفروضة علي روسيا، ما أفرز العديد من السلبيات علي كلا الجانبين.

 

الصين وروسيا وتغير النظام المالي العالمي

 

حيث يري العديد من المودعين حول العالم أن الدولار أسهل عملة للتداول لاسيما مع وجود نظام سويفت ، ما دعا الصين وروسيا وبعض الدول المتحالفة معهما السعي لإنشاء نظام مالي بديل يسهل عملية التداول في أسواق المال، وفي حال نجاحهم سيمثل منافسا شرسا للدولار ولكنه سيعود بالنفع علي الأسواق العالمية والناشئة .

 

فرص اليوان أمام الدولار

وعن الأزمات المتتابعة للدولار وإمكانية وجود بديل له، يقول ياسين ، أن اليوان مرشح بقوة بأن يحتل مكانة بالأسواق، لاسيما وأن الصين ليست لها ثقل اقتصادي فحسب بل امتد إلي الدور السياسي ، حيث أصبحت الصين لاعب رئيسي علي الساحة الدولية.

 

وأضاف، أن ربط اليوان بالذهب أعطاه القوة، لتبعث رسالة بأن عملتها المحلية، لها مصداقية بعكس الدولار الذي فك ارتباطه بالذهب في سبعينات القرن الماضي.

 

ولكن علي صعيد أخر، مازال يصنف الاقتصاد الصيني ب"الاقتصادات الصاعدة " وهذا يعني أنه لم يتمتع بعد بالتنوع ولم يصل إلي ما يعرف ب " الاقتصادات المتطورة"، ولكن عندما تحقق رؤيتها بصنع في الصين في 2025 ، من المتوقع أن تصبح أكبر قوة اقتصادية ما يعطي زخما أكبر لليوان.

 

ترشيحاتنا